هل سيغير غياب حسن نصر الله عن المشهد، خصوصاً عن زعامة حزب الله الإيراني في لبنان، أي قدر من الحسابات، والتعقيدات؟ فإذا صح ما يتم تناقله بشأن حالته الصحية، فهو ربما راح ضحية تعاضد السرطان وكوفيد-19 عليه. بيد أن غيابه عن المشهد لأي سبب، وفي أي وقت يحدث، لن يغير شيئاً. فنصر الله ليس سوى أجير يقدم خدماته لإيران مقابل التمويل، والتسليح، والامتيازات الأخرى. وهناك عشرات مثله يصطفون لشغل الوظيفة الشاغرة. وهم على استعداد لإلحاق أكبر قدر من التخريب، والضرر بأوضاع المنطقة من أجل إيران. وإذا كانت هناك إنجازات شريرة لنصر الله يمكن أن تبقي ذكره بين الخاضعين للولي الفقيه؛ ففي صدارتها -بلا شك- تطويل الذراع التخريبية لمنظمة حزب الله الإرهابية، لتتاجر في المخدرات والسلاح في أمريكا اللاتينية، وحتى في لبنان الذي أصبحت مناطق نفوذ حزب الله فيه أكبر مزرعة للحشيش في العالم العربي. وسيذكر نصر الله حياً وميتاً بجرّه لبنان إلى التدخلات الإقليمية؛ كالتورط في الحرب الأهلية السورية، وإرسال خبراء من مقاتليه إلى اليمن لمساعدة أنصار الحوثي، والتورط مع الجماعات التي تحركها إيران في العراق. كما أنه سيذكر دوماً بنجاحه في شق الصف المسيحي اللبناني إلى درجة التحالف مع التيار الوطني الحر، الذي أضحى معطلاً لأي مسعى للتوافق بين اللبنانيين، وبين اللبنانيين والقوى الإقليمية والدولية.